سباق الرجل الحديدي في صلالة

٢٥ سبتمبر ٢٠٢٢م

تم التسجيل بسباق ايرون مان "صلالة" قبل موعد السباق بشهرين وكنت اعرف مسبقا بأن الوقت غير كافي للتجهيز لسباق بمسافة سباحة ١.٩ كلم يليها ركوب دراجة ٩٠ كلم ثم جري نصف مارثون ٢١ كلم.

مدينة صلالة جميله ومختلفة واعتقد لولا السباق لما تعنيت لزيارتها خاصة وانه

لا يوجد طيران مباشر ولكنها كانت فرصة رائعة للمشاركة بالسباق وزيارة هذه المدينة الجميلة، وم

حافظة ظفار في عمان التي لطالما سمعت عنها وقد اعجبت بجمال الطبيعة وكانت فوق ما كنت اتوقع من جبال خضراء وشلالات وبحيرات ، واعجبني منتجع هوانا الذي اقيم فيه السباق ، وكان الشاطىء يحتوي على عدة فنادق خمس نجوم تطل على خليج يحوي ممشى وبعض المحلات والمقاهي والمطاعم.

وصلت مع مجموعة من الاصدقاء عن طريق مسقط واستأجرت سيارة من مطار صلاله ووصلت فندق فنار قبل السباق بيومين "احد فنادق المنتجع" ، حضرنا حفلة الاستقبال وتحدث المنظمين عن انظمة السباق ومساراته وكانت فرصة للإلتقاء ببعض الأبطال من دول أخرى جمعتنا بهم سباقات ومعسكرات سابقة في السعودية وباقي دول الخليج ، تحدث احد المحترفين السابقين من سويسرا عن الرياضة بشكل عام والتغذية يوم السباق بشكل خاص وكيف ان جسم الانسان يحتاج الى الماء والطاقة والاملاح ليستمر بالجهد طيلة ساعات السباق وان هذه معادلة تحتاج تخطيط مسبق وكانت نقطة تقصير بالنسبة لي احتاج التدرب عليها بالمستقبل وتجربة جسمي مع تغذية الجهد العالي.

كانت السباحة في خليج (Bay) يتصل بنهايته بالبحر وليست سباحة في بحر مفتوح، مما قلل من الامواج والتيارات وجعلها تشبة سباحة المسبح مع فرق في نقاوه المياه حيث لم نتمكن من مشاهدة الاسماك ولا حتى السباحين من حولنا ولكنه بشكل عام كان مسار سباحة سهل ودرجة حرارة المياه معتدلة والعلامات واضحة لدرجة انه اول سباق انهيه برسمة خطوط مستقيمة ببرنامج (قارمن وسترافا).

استغرقت خمس دقائق في التبديل للدراجة بعد السباحة وهذا وقت طويل وكان السبب بأنني لففت كيس معدات الدراجة بطريقة خاطئة استغرق مني عدة دقائق لتفكيكها ، اما مسار الدراجة فكان مسار رائع تطل الجبال علينا من جهة والساحل من الجهة الأخرى لا ابالغ انقلت اننا مررنا بشلال ووديان ومناطق خضراء جميلة ، شاهدت معظمها بطريق الذهاب حيث كان الهواء معنا ، بالاضافة لنزول عدة منحدرات وقد وصلت فيها سرعة دراجتي الى ٦٠ كلم/س عدة مرات بدون جهد يذكر ، اما بعد انهاء نصف المسافة ٤٥ كلم فقد عدنا ادراجنا بنفس المسار عكس اتجاه الهواء ، بالاضافة لصعود يعلو اكثر من ٥٠٠ متر عن سطح الماء ، علما بأن الصديق الذي شجعني للتسجيل بالسباق كان يقول ان المسار مستوي (flat) وقد أكدت عليه عدة مرات بأن مدينة صلالة جبلية وكان يقول "ابدا " المسار ساحلي منبسطوقد نالته بعض الأدعية وانا اكابد الصعود والهواء ضدي ومع نهاية مسار الدراجة ازداد التعب وسطعت الشمس وانقشعت الغيوم وارتفعت درجة الحرارة.

بدأت مسار الجري بسرعة عالية وسط تشجيع الجمهور والرقصات العمانية الشعبيه والأهازيج من قبل فرقة فلكورية وما ان ابتعدت عنهم حتى لاحظت اني متجاوز سرعة الجري المعتادة واحسست بالتعب الشديد وزادت حرارة الشمس العمودية ، جميع ما اصابني حدث وانا لما تجاوز الكيلو الاول والمتبقي ٢٠ كلم ، وكرأي شخصي كان الجري هو الاصعب بين الثلاث رياضات ، فمسار الجري خالي من الجمهور باستثناء "سيدة" بمنتصف الطريق تصرخ بأعلى صوتها لتشجيع المتسابقين وقد شكرتها عند مروري بقربها على هذا الجهد ، اما باقي المسار فكان خالي من المناظر ومن الجمهور فلا جبل ولا بحر ولا وادي الا من عدة نقاط للمتطوعين الذين ساعدونا بالمياة والاملاح والسكريات واسفنجات الثلج لنتمكن من اكمال المسار .

وانهيت السباق والحمد لله واستلمت الميدالية عند خط النهاية وذكروا بالمايكرفون اسمي واسم دولتي وهو امر معتاد بسباقات الايرون مان ان ينادوا بإسم المتسابق ويقولوا (انت الان رجل حديدي).

اكملت بالمنتجع ما تبقى من يوم السباق مع الاصدقاء وفي صباح اليوم التالي تمكنت من زيارة اهم المناطق التي ارسلت لي من الأصحاب العمانيين في محافظة ظفار، وإلتقطت عدة صور تذكارية مع جبال ظفار وسواحلها، وفي صباح اليوم التالي عدت للسعودية اخطط لتعديل نقاط ضعفي واسجل في سباقات قادمة لعلي استطيع تحسين ارقامي بالمستقبل، اعجبتني مشاركة عدة رياضيين للمرة الأولى واعجبني كذلك ازدياد عدد السعوديين سنه تلو الأخرى خاصة بمجال رياضي صعب يجمع ثلاث رياضات بمسافات طويلة.